الثلاثاء، 3 مايو 2011

د اروى عيسى الياسري

الإسم : أروى عيسى حسن الياسري
العمر : 43 سنة
الجنسية : عراقية
الوظيفة الحالية : مدرس في الجامعة السورية الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا

الهوايات : الاهتمام بالادب العالمي وتحديدا في مجال الرواية وممارسة انواع متعددة من الانشطة الرياضية ولكن بعد سن الاربعين امارس رياضة المشي بانتظام.

رحلتكم مع مجال المكتبات من أين بدأت؟ وهل كانت هناك رغبة في مهنة أخرى و لم تتحقق؟

بدأت هذه الرحلة في عام 1982 بعد ان أهلني المجموع العام لدرجات الامتحان الوزاري الالتحاق في هذا القسم وكانت رغبتي في البداية دراسة التاريخ واحمد الله لاني ابتعدت عن التاريخ .. احببت الاختصاص بعد الفصل الاول وقررت ان اتفوق فيه ومنذ المرحلة الثانية قررت ان احصل على معدل عالي يؤهلني لاتمام الدراسات العليا في مجال المكتبات والمعلومات والحمد لله تمكنت من تحقيق هذا الهدف .

ماهو الشيء الذي كان له أثر بالغ في تغيير مسار حياتك ؟

منذ التحاقي بقسم المكتبات والمعلومات في كلية الاداب في الجامعة المستنصرية حددت مسار حياتي ولم يتغير هذا المسار حتى الان اذ كنت ولازلت اعمل وادرس واكتب في هذا المجال .

هدفك في الحياة العامة والوطيفية ما هو وهل تحقق أم لا ؟

الحمد لله حتى منتصف عام 2006 أي قبل اضطراري لمغادرة العراق كنت قد حققت العديد من الاهداف التي رسمتها لمسيرتي في الحياة العامة والوظيفية لكني اسعى الى تحقيق المزيد من التقدم والتطور في مجال عملي واتمنى ان اتعرف عن قرب على الوضع الذي وصلت اليه مهنة المكتبات والمعلومات في الدول المتقدمة بعد هذه التطورات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتغيير نمط وطبيعة العمل في المكتبات وانتشار المكتبات الرقمية وما الى ذلك من تطورات .

شخصيات أثرت في حياتك العامة والمهنية :

الشخصية الاولى التي اثرت في حياتي العامة شخصية جدي (حسن هاشم الياسري) الذي علمني القراءة والكتابة منذ سن مبكرة الامر الذي جعلني التحق بالمدرسة الابتدائية قبل اقراني بسنة ، ومنه تعلمت القوة والصلابة عند مواجهة الصعاب او المشاكل ، والشخصية الثانية كان والدي الشاعر عيسى حسن الياسري ومنه تعلمت ان اكون عاطفية كونه شاعرا رومانسيا عشق المرأة والريف والمراعي ، ومن صلابة جدي ورومانسية والدي تمكنت من بناء شخصيتي التي اعتبرها متوازنة في الجمع بين القوة والعاطفة .
اما في حياتي المهنية فكان استاذي ومثلي الاعلى الدكتور جاسم محمد جرجيس الذي لازلت استنير برأيه واستشيره في كثير من الامور .. والشهيد الدكتور عبد اللطيف المياح الذي ساندني كثيرا في مرحلة الماجستير والدكتوراه .

ما رأيكم في حال المجال المكتبي العربي وهل يمكن مقارنته مع غيره بالخارج؟

رغم سعي بعض المكتبات العربية خاصة الجامعية والبحثية الى تحسين اجراءاتها وخدماتها من خلال استخدام التقنيات الحديثة الا انها لم تصل الى مستوى المكتبات في الدول المتقدمة .. ولازال امامها الكثير لتصل الى هذا المستوى . ( انا لم اطلع مباشرة على واقع المكتبات في تلك الدول وهذا الرأي كونته من خلال متابعة النتاج الفكري العالمي في مجال المكتبات والمعلومات ) .. وبالنسبة للمقارنة نجد ان هناك تفاوتا في مستوى المكتبات على نطاق الوطن العربي فهناك مكتبات متطورة مثل مكتبة بلدية دبي العامة ومكتبة الاسكندرية وهناك مكتبات في بعض الدول لم تستخدم الحواسيب في انجاز اعمالها ولازالت تعمل بالاساليب القديمة .

ما هي أهم القضايا والمشكلات التي تواجه مجال المكتبات العربي؟
يواجه مجال المكتبات والمعلومات العديد من التحديات والمشكلات اهمها :
1- لازالت برامج تأهيل اخصائيي المكتبات والمعلومات في الكثير من الجامعات العربية غير قادرة على استيعاب التطورات الحديثة في مجال المكتبات الامر الذي افرز لنا مشكلة ضعف كفاءات الخريجين من اقسام المكتبات والمعلومات من التعامل مع النظم المحوسبة .
2- من خلال الانترنيت تمكنا من مواكبة التطورات الحديثة في الاختصاص ومنها على سبيل المثال تقنية المكتبة الرقمية وقد الفت العديد من الدراسات والمقالات عنها ولكنها تناولتها بشكل نظري فقط ولم تقدم للمتلقي ما يساعده في التعرف على هذه التقنية بشكل تطبيقي .
3- قليل من المكتبيين اعتمدوا على التعليم الذاتي في تطوير مهاراتهم نتيجة لقلة برامج التعليم المستمر واذا وجدت فتكاليفها مرتفعة .. والكثير من المكتبيين يركنون الى الخمول الامر الذي جعل اخصائيي الحواسيب يسحبون البساط من تحت اقدامهم وهم الان مهددين بان يهمشوا او يصبحوا بلا فائدة .

هل نظرة المجتمع أثرت كثيرا بالسلب على المجال؟

اعتقد بأن الزمن الذي كان ينظر المجتمع فيه الى مهنة المكتبات نظرة سلبية قد انتهى ، ومنذ بداية الثمانينات اصبح للمكتبي مكانته المهمة في المجتمع واقصد هنا المجتمع العربي واصبح مطلوبا في مؤسسات المعلومات التي لم تعد توكل مهمة المكتبة الى أي شخص كان بل انها كانت تشترط فيه المؤهلات المطلوبة لانجاز هذا العمل ، وبعضها تطلب المتفوقين حصرا لانها ادركت اهمية هذا التخصص نتيجة للتغيرات التي طرأت في العالم اجمع في مجال المعلومات وظهور مفهوم عصر المعلومات وما رافقته من وفرة في التأليف و النشر وظهور مصطلحات تدل على تلك الوفرة مثل ثورة المعلومات وانفجار المعلومات ..الخ ..
وهنا اود ان اشير الى امر مهم ، من الذي يجعل المجتمع يكون نظرة سلبية او ايجابية نحو مهنة ما ..أي مهنة كانت .. ؟ انهم اصحاب المهنة انفسهم من يساهمون بنسبة كبيرة في توجيه رأي ونظرة المجتمع عنهم .. وبالنسبة للمكتبي عندما يقوم بعمله بشكل متقن ويقدم الخدمات المناسبة للمستفيدين مما يوفر عليهم الجهد والوقت ويجعلهم يشعرون بقيمته ووجوده بالتأكيد سيغير من نظرة المجتمع اليه حتى اذا كانت سلبية .

ما هي اقتراحاتكم لتطوير ورقي المجال المكتبي بكافة جوانبه ؟

في الحقيقة هي ليست اقتراحات بل امنيات ...
اتمنى ان يعاد النظر في برامج تأهيل المكتبيين ليتمكنوا من مواكبة التطورات الكبيرة في المجال .. اتمنى توفير فرص التعليم المستمر للعاملين في مجال المكتبات ليتمكنوا من تجاوز الفرق بين مادرسوه سابقا وبين واقع العمل الجديد الذي يواجههم .. اتمنى ان يكون هناك تواصل وتعاون بين المكتبيين العرب خاصة اننا نعاني من فجوتين في هذا المجال .. واحدة تفصلنا عن العالم المتقدم ، رغم معرفتنا في الوقت الحاضر بما يجري في هذا العالم من تطور بشكل نظري وليس عملي .. واخرى تفصل الدول العربية الفقيرة عن الدول العربية الغنية .. اتمنى ان نبذل جهدنا كمكتبيين في تطوير انفسنا واثبات وجودنا في هذا العصر وان لا نرضى بالتهميش التبعية للتخصصات الاخرى كتخصصات الحواسيب والبرمجيات بل تكون علاقتنا معهم علاقة تعاون وان يكون احدنا مكملا للاخر .


في الخارج وجدنا تحالفات وتكتلات في كل شئ تكتل دولي واتحادي اقتصادي وتجاري حتى في المكتبات وخدماتها وجدنا مثلا OCLC أين نحن من كل هذا وهل هناك بوادر أمل لتحقيق مثل هذه التعاونيات في مجال المكتبات العربي؟
نحن مشغولون في التجزئة والتقسيم لا بالتحالفات والتكتلات واذا وجدت فهي ................
لذا اعتذر عن الاجابة عن هذا السؤال .


ما هي أصعب فترة مرت عليكم وكيف تجاوزتها؟
كثيرة هي الصعاب التي واجهتها في حياتي ولست الوحيدة في ذلك اذ شاركني كل العراقيين في التعرض الى المحن ذاتها .. لكن اصعبها واقساها بدأت منذ منتصف عام 2006 عندما قررت مغادرة العراق لانه لم يعد بلدا يصلح للعيش او تربية جيل جديد .. المني قتل الطفولة واغتيال احلامها .. قتل العلماء والاطباء والمفكرين .. اقتلعت نفسي من جذورها وتركت جهد 20 سنة في العمل في المكتبات والتدريس بنيت فيها اسما وسمعة طيبة والتجأت الى سوريا
وانا الان ابدا من جديد .. من الصفر .. وحتى هذه اللحظة لم اتجاوزها ولا أظنني سأتمكن من ذلك.

ما هي الكلمة التي تود أن توجهها لأبناء مجال المكتبات العربي مدرسين وطلبة وخريجين؟

ادعوا الجميع الى الحفاظ على وجه المهنة الناصع وعدم التفريط بالجهود التي بذلها أساتذتنا الرواد من انحاء الوطن العربي كافة في ارساء قواعد هذه المهنة ومنحها مكانتها المشرفة وان تكون جهودنا موجهة بالاتجاه الصحيح لتتمة البناء الذي ارسوا لنا قواعده وعلينا تقع مسؤولية اعلاء هذا البناء .

سعدنا جدا بوجودكم معنا وعلى إثرائكم المستمر ونتمنى دائما التعاون لصالح البيت المكتبي والمجتمع الثقافي العربي.الشكر لكم على هذا الجهد المبارك في المساهمة بتطوير مهنة المكتبات والحفاظ على مكانتها ودورها في خدمة المجتمع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق